جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيره الصارم لإيران من المضي قدماً في أنشطة تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مؤكداً أن الولايات المتحدة “لن تسمح بذلك” تحت أي ظرف من الظروف.
وأوضح ترامب في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية، أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه إلى جيرسي مساء الجمعة الماضي، أن “واشنطن ستضطر إلى اتخاذ إجراءات مختلفة في حال استمرت إيران في تخصيب اليورانيوم”، دون أن يحدد طبيعة هذه الإجراءات أو التوقيت المحتمل لتنفيذها.
وأضاف الرئيس الأمريكي بنبرة حازمة: “لن يُخصّبوا.. وإذا خصّبوا، فسوف نضطر إلى التحرك واتخاذ اتجاه مغاير”، في إشارة واضحة إلى احتمال تبني سياسة أمريكية بعيدة عن المسار التفاوضي الحالي.
وشدد ترامب على أنه لا يرغب في التصعيد مع طهران، إلا أنه لن يتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إيران من تحقيق أهدافها النووية، خاتماً حديثه بالقول: “لن يكون لدينا خيار آخر.. لن نسمح بالتخصيب”.
وجاءت هذه التصريحات التصعيدية بعد يومين من رفض المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للمقترح الأمريكي الخاص بإنشاء ما يشبه “الكونسورتيوم الإقليمي” لإدارة عمليات تخصيب اليورانيوم، مما أثار تساؤلات جدية حول مصير المفاوضات المزمعة بين البلدين.
وكان من المتوقع عقد الجولة السادسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية في المستقبل القريب، إلا أن خامنئي اعتبر أن المقترح الأمريكي الجديد يتعارض بشكل جوهري مع المصالح الوطنية الإيرانية والحقوق السيادية لطهران.
ويُذكر أن إيران تلقت مقترحاً أمريكياً مكتوباً السبت الماضي عبر الوسيط العماني، وأعلنت أنها ستقدم ردها الرسمي النهائي خلال الأيام المقبلة، في خطوة قد تحدد مسار العلاقات بين البلدين.
ومنذ الثاني عشر من أبريل الماضي، أجرى الجانبان الأمريكي والإيراني خمس جولات من المفاوضات المكثفة بوساطة سلطنة عمان، مع تأكيدهما تحقيق تقدم ملموس في بعض الملفات، رغم استمرار الخلاف الجوهري حول حق إيران في تخصيب اليورانيوم محلياً على أراضيها.
وتُعتبر قضية التخصيب النووي أحد أبرز نقاط الخلاف الاستراتيجية بين البلدين، حيث تؤكد طهران على حقها السيادي في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية مدنية، بينما ترفض واشنطن ذلك بشكل قاطع ونهائي، مما يزيد من تعقيد مسار المفاوضات الجارية ويضعها أمام تحديات دبلوماسية كبيرة.
المحرر: حسين صباح