الجمعة 15 جمادى الأول 1447هـ 7 نوفمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
دراسة أميركية تكشف: أوميغا-3 تقوّي العضلات وتُهدّئ الدماغ وتُحسّن المزاج
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 11 / 07
0

سلّط عدد من الخبراء الضوء على مكمّل غذائي طبيعي يمكن أن يحدث تحوّلاً ملحوظاً في الصحة الجسدية والعقلية، بفضل تأثيراته الإيجابية على المزاج والدماغ والعضلات، وهو أحماض أوميغا-3 الدهنية.

وتُعد أوميغا-3 من الدهون الصحية التي تدخل في بناء الأغشية الواقية لخلايا الجسم، ما يساعدها على التواصل بشكل أفضل ويحافظ على سلامتها الهيكلية. ورغم أهميتها لصحة القلب والمفاصل والمناعة، فإن الجسم لا ينتج كميات كافية منها، مما يجعل الحصول عليها من الغذاء أو المكمّلات أمراً ضرورياً.

وأشارت دراسات حديثة إلى أن أوميغا-3 لا تقتصر فوائدها على تحسين الصحة العامة، بل تقدم أيضاً فوائد نفسية وسلوكية مذهلة. فقد وجد باحثون من جامعة بنسلفانيا أن الأشخاص الذين تناولوا مكملات أوميغا-3 بانتظام انخفض لديهم السلوك العدواني بنسبة 28%، سواء كان عدواناً تفاعلياً (رد فعل) أو استباقياً (مخططاً له مسبقاً).

ويرجّح العلماء أن هذه النتيجة تعود إلى قدرة أوميغا-3 على تقليل الالتهاب في الدماغ وتهدئة اللوزة الدماغية — المنطقة المسؤولة عن الخوف والقلق — إلى جانب تحسين مستويات السيروتونين والدوبامين، وهما من أهم النواقل العصبية المرتبطة بالمزاج.

وقال البروفيسور أدريان راين، أخصائي علم الأعصاب الجنائي وأحد معدّي الدراسة:

“أوميغا-3 ليست علاجاً سحرياً للقضاء على العنف، لكنها قد تساهم بفاعلية في الحدّ منه، وينبغي استثمار هذه النتائج لتطوير استراتيجيات وقائية جديدة”.

ولا تقتصر فوائد أوميغا-3 على الدماغ فحسب؛ إذ تشير أبحاث متعددة إلى أنها تقلّل الالتهابات والبروتينات السامة مثل الأميلويد والتاو، المسؤولة عن التشابكات العصبية المسببة لمرض ألزهايمر.

وأكدت مراجعة علمية كبرى نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، شملت أكثر من 100 ألف مشارك في 31 دراسة، أن “استخدام مكملات أوميغا-3 يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر”.

وفي عام 2023، طوّر باحثون في جامعة إلينوي في شيكاغو نوعاً خاصاً من أوميغا-3 يُعرف باسم LPC-DHA، أثبت فعاليته في رفع مستويات DHA في شبكية العين وتقليل مشكلات الرؤية المرتبطة بتطور ألزهايمر.

كما أظهرت دراسات أخرى أن لأوميغا-3 تأثيراً إيجابياً على الكتلة العضلية، خصوصاً لدى كبار السن؛ إذ تبيّن أن تناول 2000 ملليغرام يومياً لمدة 6 أشهر أدى إلى زيادة ملحوظة في كتلة العضلات وسرعة المشي، بفضل دورها في تحفيز تخليق البروتين العضلي وتقليل تكسّر الأنسجة، إضافة إلى خصائصها المضادة للالتهابات التي تسرّع التعافي بعد التمارين الرياضية.

وتوجد أحماض أوميغا-3 في أطعمة عديدة، أبرزها الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل، وبذور الكتان والشيا والجوز، إضافة إلى فول الصويا والمحار.

ويُوصي الخبراء بتناول 250 إلى 500 ملليغرام يومياً من نوعي DHA وEPA، فيما يُنصح النساء الحوامل والمصابين بأمراض القلب بزيادة الكمية لدعم صحة الدماغ والقلب ونمو الجنين.

المحرر: حسين هادي



التعليقات