شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً عسكرياً خطيراً، حيث شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة على مناطق في جنوب لبنان. وقد جاءت هذه الخطوة لترجمة التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد "حزب الله"، مما ينذر بإمكانية حرب واسعة النطاق.
وأثارت هذه الهجمات إدانة عاجلة من قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، التي وصفتها بأنها "انتهاكات واضحة" للقرار الدولي رقم 1701. وحذرت "اليونيفيل" من أن هذه الأعمال العسكرية، بحجمها المدمر، تهدد أمن المدنيين وتعيق الحلول السياسية، داعية إلى وقفها فوراً.
وفي سياق الاتهامات المتبادلة، تتهم إسرائيل الحكومة اللبنانية بتقاعسها عن نزع سلاح "حزب الله"، بينما تتجاهل التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي، والذي ينص على انسحابها من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتل خمسة مواقع فيها.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية أن إسرائيل قدمت "أدلة" للولايات المتحدة حول عدم منع الجيش اللبناني لإعادة تسليح الحزب، وأنها منحت الحكومة اللبنانية مهلة غير محددة لنزع سلاحه، مهددة بعملية عسكرية كبرى.
من جهتها، أعلنت الحكومة اللبنانية التزامها بنزع سلاح الحزب وحصر السلاح بيد الدولة، مشيرة إلى إزالة 85% من مخابئ أسلحته في الجنوب وتسعى لاستكمال العملية بنهاية العام.
كما امتدت التهديدات الإسرائيلية إلى العاصمة بيروت، حيث نقلت مصادر عبرية أن إسرائيل قد تشن هجمات في جميع أنحاء لبنان إذا لم ينفذ الاتفاق.
هذا التصعيد يأتي متزامناً مع إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على أفراد متهمين بتحويل أموال من إيران إلى "حزب الله".
وسط هذا التوتر المتصاعد، تتعالى المخاوف من انهيار الهدنة الهشة وعودة المواجهات إلى الحدود، في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دولية مكثفة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة وكسر دائرة العنف المستمرة منذ أكثر من عامين.
المحرر: عمار الكاتب