كشفت دراسة حديثة نشرت في دورية Pediatrics أن مقاطع الفيديو الرائجة على منصة “تيك توك”، التي تظهر روتينات العناية بالبشرة التي يتبعها المراهقون، غالباً ما تتضمن استخدام عدد كبير من المنتجات التي تحتوي على مكونات قد تسبب تهيج الجلد وتحسساً مفرطاً
وأظهرت الدراسة أن أكثر الفيديوهات مشاهدة تضمنت في المتوسط 11 مكوناً نشطًا معروفاً بإمكانية تسببه في تهيجات أو ردود فعل تحسسية، خاصة عند استخدامه بجرعات أو بتكرار غير مدروس. وذكر تقرير لموقع "HealthDay" أن هذه المنتجات قد تؤدي إلى تهيج الجلد، وزيادة الحساسية لأشعة الشمس، وأحياناً ردود فعل تحسسية شديدة.
وسلطت الدراسة الضوء على مقطع فيديو شهير تظهر فيه فتاة مراهقة ترتدي تقويم أسنان وتستخدم 14 منتجاً تجميلياً على وجهها بتكلفة تقارب 350 دولاراً سرعان ما تحول لون بشرتها إلى الأحمر القرمزي بسبب رد فعل تحسسي، لكنها علقت على الفيديو بقولها: “تجاهلوا احمرار وجهي”، وأضافت لاحقاً: “إذا كان أحد يعرف كيف يوقف هذا الحرقان، سأكون ممتنة جداً".
وقالت الباحثة الرئيسية مولي هيلز، الزميلة في قسم الأمراض الجلدية بكلية "فاينبرغ" في جامعة نورثويسترن الأميركية، إن الخطر يكمن في استخدام عدة مكونات فعالة في الوقت نفسه، مثل أحماض الهيدروكسي، أو تكرار استخدام نفس المادة عبر منتجات مختلفة دون وعي.
وفي تجربة بحثية، أنشأت هيلز وزميلتها تارا لاغو حسابًا على "تيك توك" بادعاء أن عمر كل منهما 13 عاماً وتفاعلت خوارزمية التطبيق سريعًا مع اهتمامهما بمحتوى العناية بالبشرة، مما أدى إلى ظهور عدد كبير من الفيديوهات المماثلة. تم تحليل 100 مقطع من 82 منشئ محتوى، وتبين أن 31% من الفيديوهات كانت لفتيات تبلغ أعمارهن 13 عاما أو أقل، بينما البقية تتراوح أعمارهن بين 14 و18 عامًا.
وأظهرت البيانات أن المراهقات في هذه الفيديوهات يستخدمن في المتوسط ستة منتجات للعناية بالبشرة، بتكلفة تُقدر بـ168 دولارًا، وقد تصل في بعض الحالات إلى أكثر من 500 دولار.
وكانت أحماض ألفا هيدروكسي (AHAs) من أكثر المكونات شيوعًا، خاصة حمض الستريك الموجود في 29% من المنتجات، إلى جانب حمضي اللاكتيك والجليكوليك. وبينما تستخدم هذه الأحماض لعلاج حب الشباب، إلا أن استخدامها من قبل من لا يعانين من هذه المشكلة قد يؤدي إلى تهيجات جلدية وزيادة في حساسية البشرة لأشعة الشمس.
وخلصت الدراسة إلى أن هذه المقاطع تروج لروتينات عناية بالبشرة مكلفة ومعقدة، وتُسهم في تعزيز معايير غير واقعية للجمال الجسدي بين الفتيات الصغيرات، تحت غطاء “العناية الذاتية”.