الأربعاء 21 رَجب 1446هـ 22 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
في حوار حصري مع "كلمة".. قائد فرقة العباس يؤكد الوقوف إلى جانب العراقيين وحماية مصالحهم
بغداد ـ كلمة الإخباري/ حاوره: سراج علي
2024 / 12 / 14
0

يستكمل موقع (كلمة) الإخباري، في الجزء الثاني من الحوار الحصري الذي أجراهُ مع قائد فرقة العباس القتالية الشيخ ميثم الزيدي، الحديث عن مرحلة ما بعد الانتصار على عصابات داعش الإرهابية، وكذلك أهم ما تطرّقت له المرجعية الدينية من توصيات خاصة في خطبتها لإعلان النصر.
وقال الشيخ الزيدي: إنّ "المرجعية الدينية في النجف الأشرف طرحت ستة توصيات مهمّة لمرحلة ما بعد الانتصار على عصابات داعش الإرهابية، وأولها تأكيدها بأن النصر ليس نهاية المطاف، وأن القوات الأمنية بمختلف صنوفها يجب أن تكون متهيئة للأخطار القادمة"، مبيناً بأن "هذه التوصية استشراف للمستقبل من قبل المرجعية الدينية العليا".
وبحسب الزيدي فإن "المرجعية أكدت على ضرورة اقتلاع داعش من جذورها؛ بسبب وجود مضلّلين ومغرر بهم، وبالتالي هناك تحديات مستقبلية تواجه العراق".
وتابع بأنّ "الفقرة الثانية تتمثل بأن المنظومة الأمنية العراقية لا تزال بحاجةٍ إلى الرجال الأبطال الذين ساندوا الجيش والشرطة الاتحادية خلال السنوات الماضية"، مشدّداً بأن هذه التوصية "مبرّر لاستمرارية الحشد، وقد قد وضعت المرجعية المواصفات اللازمة من الشجاعة والثبات والجانب العقائدي ولم يصبهم الوهن بالتراجع والتخاذل أمام استمرار الدفاع عن الوطن".
ولفت الشيخ الزيدي إلى أن "المرجعية أكّدت في توصياتها على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، ورسمت بذلك مساراً صحيحاً لتقنين هذه القوات المساندة، والأبطال الذين بحاجة الاستعانة بهم".
وأشاد في الوقت ذاته بتوصيات المرجعية العليا التي تخص تثمين تضحيات الشهداء والوفاء لهم، مبيناً بأن هذا "أقل الوفاء تجاه تضحياتهم؛ من خلال التواصل مع أبنائهم وعوائلهم وتوفير السكن والخدمات الطبية والتعليم وغيرها من الاحتياجات الحياتية الضرورية".
كما أشار إلى ما تطرّقت له المرجعية حول من شارك في الدفاع عن الوطن وأهله وأرضه ومقدساته، حيث أوضحت بأنّ معظم هؤلاء الذين لبّوا فتوى الدفاع الكفائي خلال السنوات الماضية لم يشاركوا لدنيا ينالونها".
وذكّر قائد فرقة العباس القتالية في الوقت ذاته بتأكيد المرجعية الدينية في النجف على "محاربة الفساد والتحرك الجدّي لمكافحته، حيث يعدّ من أولويات هذه المرحلة القادمة ما بعد الانتصار على داعش؛ كون أن المعركة على الفساد أشد ضراوةً".
أما عن سؤالنا حول الواقع الأمني والظروف الحالية المحيطة بالعراق، قال الشيخ الزيدي: إنّ "الواقع الأمني الآن صعب جداً، بلحاظ أن الوضع الإقليمي الآن يُنذر بتحدياتٍ خطيرة جداً، وكذلك الوضع الدولي أيضاً"، مضيفاً بأن هذا الوضعين الإقليمي والدولي "يلقيان بظلالهما على الواقع المحلي الداخلي للعراق".
ويتابع القول: إن "السجال العسكري الكبير بين أمريكا وروسيا والصراع النووي ينذر العالم بخطر كبير، وكذلك الحرب الأوكرانية ـ الروسية، والمساجلات التايوانية ـ الصينية، والصراع الاقتصادي بين أمريكا وحلفائها والصين وحلفائها".
ويلفت إلى أن الخطر القريب الموجود "يتمثل في التغيير الذي حصل في سوريا، كونه تغير عسكري وليس تغيراً سياسياً، وبتدخل خارجي وبتنفيذ من فصائل مسلّحة ينتمي أكثرها إلى التنظيمات الإرهابية من داعش، ومصنفين ضمن قائمة الإرهاب العالمي"، مشدّداً بأن الوضع "بحاجة إلى مراقبة ومتابعة مستمرة وقراءة عميقة لما يدور حولها".
ويؤكّد الشيخ الزيدي بأننا "نراقب ونتابع ونتوقّع ونرسم سيناريو خاص لهذا التوقّع، وبالنتيجة نعطي استعداداتنا لكل سيناريو نتوقعه ونرسمه للمستقبل، والحفظ من الله تعالى".
وعلى صعيد ذي صلة، يشدد قائد الفرقة الشيخ الزيدي على ضرورة "تقنين إيقاع الحشد الشعبي، فهناك مشكلة تتمثل في الجانب السياسي الذي دخل هذا الكيان، وقد صرّحت الفرقة تصريحات كثيرة حول هذا الجانب، وأعتقد أن دعم الحشد يتمثل في سلامته من الانحراف، من خلال عدم دخوله في الجانب السياسي، وكذلك عدم نفوذ جانب الفساد المالي له".
ويضيف بأن على "الدولة أن تعضّد الحشد من خلال هذا الأمر".
ولا يخفي الشيخ الزيدي بأن "الدولة تعاني في هذا الجانب، وتبقى لدينا ملاحظات كبيرة في هذا الجانب" حسب قوله.
أما عن الرسالة المهمة التي يريد إيصالها إلى مقاتلي الحشد الشعبي بشكل عام ومقاتلي الفرقة بشكل خاص، يقول الزيدي في ختام الحوار: "نحن قوّة يجب أن تكون بيد الشعب، وتحمي مكتسباته، وليست قوةً بيد السياسة".
ويتابع، "هناك من يقول أن العسكر أداة بيد السياسة، ولكن في العراق يجب أن يكون العسكر أداة الشعب ويحمي مصالحه ومصالح الأمة".
وينصح الشيخ الزيدي القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي ومقاتلي فرقة العباس القتالية بأنّه يجب "الابتعاد عن ممارسة السياسة، ومواجهة الفساد، وأن يكون لدينا جميعاً توقّع ومراقبة للوضع الأمني، مع بناء قواتنا ليس البناء التقليدي وإنما البناء الذي يتوافق مع التحدّيات الحديثة والسريعة القريبة عليها، وأن نلتزم بسياقات غير روتينية".






التعليقات