ترمي تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول إجراء المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل، إلى أبعد من إطارها المفروض والمعلن، حيث يرى محللون سياسيون أنّ واشنطن تريد إظهار حزب الله اللبناني هو المتعنّت في هذه المفاوضات ويسبب بذلك إدامة الحرب على غزّة.
هذا في المنطوق الأمريكي، كما يظهر للمحللين وفقاً لما رصدهُ موقع (كلمة) الإخباري، خصوصاً في تصريحات وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
بلينكن قال اليوم في تصريحاته للصحفيين: إنّ "وقف إطلاق النار في لبنان من شأنه أن يساعدَ في إنهاء الحرب في غزة" ولم يشر هنا إلى "المتسبّب الحقيقي" في إطالة أمد الحرب وسقوط المزيد من المدنيين الأبرياء.
ويتابع القول: "كانت هناك جهود دبلوماسية مكثفة على مدار أشهر بين واشنطن وشركاء كفرنسا مع إسرائيل ولبنان".
كما يرصدُ المحللون أيضاً ما وصفوه بـ "المكر الأمريكي" في تصريحات بلينكن، الذي أضاف إن "وقف إطلاق النار في لبنان سيمنح فرصة لعودة النازحين اللبنانيين إلى منازلهم، وكذلك سكان شمال إسرائيل" في إشارة واضحة إلى أن سبب كل ما يجري هو "حزب الله" وليس أحداً غيره.
ولا يُستبعد من البيت الأبيض خروج هكذا تصريحات، كما تقول وسائل إعلامية، حيث سبق وأن أفصحت أمريكا عن "دعمها لإسرائيل وحربها على حزب الله وإيران والمقاومة الإسلامية".
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي قصف مناطق من غزّة ولبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، استهداف مناطق في جنوب لبنان.
كما ذكرت مصادر طبية من لبنان أن "غارة إسرائيلية استهدفت منطقة (بربور) في العاصمة بيروت، أدت إلى استشهاد شخص وإصابة (5 آخرين) بجروح".
وأعلنت المصادر ذاتها عن "استهداف منطقة النويري في بيروت بغارة إسرائيلية، بعد أقل من ربع ساعة من الغارة الأولى التي استهدفت هذه المنطقة التي تعجّ بالمدنيين، إضافة إلى استهداف منطقة (الجناح) ومنطقة (بعلبك) بغارتين إسرائيليتين قبل قليل.
وفي هذه الأثناء، قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن "13 مصاباً سقطوا في الغارات الإسرائيلية على منطقتي برج البراجنة والحدت، في ضاحية بيروت الجنوبية.
وحينما وصلت النيران الإسرائيلية إلى بيروت، يتوقّع مراقبون أن "يشن حزب الله اليوم غارات مكثّفة تفوق غاراته السابقة التي وصلت إلى عمق تل أبيب قبل أيام".
ويربطُ المراقبون مثل هذه التوقّعات "بخطاب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي قال: إن أي قصف يطال بيروت يعني استهداف تل أبيب في العمق".
وتزداد التوقّعات أكثر في وقت تأجيل المفاوضات والموافقة عليها، في الوقت الذي يتحوّل حزب الله إلى استخدام قدرات عسكرية فائقة جداً، ومن خلال أسلحة وصواريخ متطوّرة لم يكشف عنها إلا في هذه اللحظات الحاسمة التي تسبق المفاوضات.