في غضون أقلّ من (4 أشهر) مضت، غيّرت إسرائيل من موقفها تجاه أوكرانيا فيما يتعلّق بتوريد الأسلحة لها، حيث تتجه تل أبيب الآن لدعم "فولوديمير زيلينسكي" في مواجهة فلاديمير بوتين، الذي أطلق صاروخ (أوريشنك) خلال العمليات الجارية في أوكرانيا.
ووفقاً لما تابعه ورصده (كلمة) الإخباري، فإن التقارير المؤكّدة تفيد بأن إسرائيل كانت تخطط لمراجعة سياستها المتعلقة بتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا".
وفي شهر تموز الماضي، جرت مناقشات على مستوى كبار المسؤولين في أوكرانيا وإسرائيل، وساقت الأخيرة حجّة ضد التفكير في إيقاف توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، والتي تتلخّص في "مخاوفها بشأن رد الفعل الروسي الحاد".
وفي أوائل شهر مايو/أيار الماضي، جرت مكالمة هاتفية أيضًا بين مستشار الأمن القومي الأوكراني وأمين مجلس الأمن القومي والدفاع الإسرائيلي تساحي هانيجبي، حيث طلب الأوكرانيون من إسرائيل تزويدهم بصواريخ باتريوت، حسبما كتبت الصحيفة.
في حين أن إسرائيل كشفت عن نيتها بتقليل أو إيقاف توريد الأسلحة، ولكنّ الضربة الروسية الأخيرة غيّرت من هذا الرأي تماماً، وأعادت إلى مواجهة "دعم إسرائيل لأوكرانيا في مواجهة روسيا".
وبعد استخدام روسيا لصواريخ (فرط صوتية) وضرب منشأً عسكرياً لأوكرانياً، وأعلنت عن إنتاج المزيد منها، طالب الرئيس الأوكراني زيلينسكي العالم بالرد على بوتين "كي لا تتوسّع الحرب".
ورأى زيلينسكي أن تجربة روسيا لصواريخها الجديدة على بلاده "جريمة دولية".
وقد أثارَت الضربة الروسية ردود فعل كبيرة ومخاوفَ لدى الولايات المتحدة، من ضربة روسية أكبر حتى لمنشآتها العسكرية والحيوية، وهو ما تخشاه واشنطن وكشفت عنه من خلال بيان صادر عن البنتاغون.
البنتاغون أكد صاروخ أوريشنيك الروسي الذي دمر أحد أكبر المصانع العسكرية الأوكرانية، صنف جديد من القدرات القاتلة التي تكشف عنها روسيا، ومجهز لحمل رؤوس نووية.
كما لم يخفِ البنتاغون من "قلقه من هذه التجربة الروسية".
وهنا، يقول محللون ومراقبون: إنّ "أمريكا وجدت نفسها مضطرّة للتحرّك أكثر في دعم أوكرانيا لمواجهة روسيا، ولا تجد سبيلاً آخر سوى تحريك ذراعها الإسرائيلي لدعم الأوكرانيين".
وأضافوا بأنّ "الأمر ذاته بالنسبة لأمريكا، عندما تستخدم ذراعها ذاته في مواجهة إيران، وتخويف دول الشرق الأوسط؛ حتى تتفرّغ تماماً لتنفيذ مخططاتها".
وتكشف وسائل إعلام روسية أن "إسرائيل انتقلت من تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا إلى دعمها بالسلاح" وذلك لمواجهة الخطر الروسي الأكبر.
وأضافت بأنّ "إسرائيل وجدت الفرصة الآن سانحة أمامها للرد على روسيا في موقفها المناهض والمستمر للحرب على غزة، فعمدت إلى التفكير بتزويد أوكرانيا بالأسلحة".
وتشير أيضاً إلى أنّ "من مصلحة إسرائيل ثم أمريكا استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا؛ لإعادة إشغال تكفير العالم بفكرة اندلاع "حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر".
وتربط تقارير أخرى موقف إسرائيل المفاجئ هذا وتفكيرها الجديد في دعم أوكرانيا بالأسلحة، بمذكرة الاعتقال التي صدرت من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث يسعى الأخير لصرف أنظار العالم والاتحاد الأوربي إلى الحرب (الروسية ـ الأوكرانية) التي كانت تخذ حيّزاً واسعاً من الاهتمام العالمي.
من جهتها نقلت قناة (روسيا اليوم)، يوم السبت، وزارة الخارجية الإسرائيلية طرحت فكرة نقل أسلحة روسية الصنع إلى كييف، يُزعم أن الجيش الإسرائيلي استولى عليها من حزب الله في جنوب لبنان. وهذا يعني أن تل أبيب، التي كانت تقتصر في السابق على المساعدة الإنسانية، ستبدأ في تقديم الدعم القتالي لأوكرانيا.
ونقلاً عن أندريه أونتيكوف فإن "إسرائيل تلعب بالنار بهذه الطريقة. فروسيا تتحلى بالصبر لأسباب معينة. وبذلت موسكو الكثير لتأمين الأراضي الإسرائيلية ومنع أي تصعيد من سوريا في هضبة الجولان المحتلة".
ويرى أونتيكوف أن صدور مثل هذه التصريحات، من مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، "قد يؤدي إلى ردود فعل جدّية من موسكو".
ووصف أونتيكوف وهو مستشرق ومدير قناة ما تفعله إسرائيل أو تفكّر به في دعم أوكرانيا بــ "لعب بالنار".
إلا أنه يبدو أن إسرائيل ستتحرّك باتجاه هذه الخطوة، حيث صرّح رئيس مكتب رئيس أوكرانيا أندري يرماك قائلاً: "من الأهمية بالنسبة لنا، أن نتلقى نظام التسليح هذا من إسرائيل وأن نتسلمه في الوقت المناسب؛ لأن الأمر يتعلق بحياة مواطنينا".