الخميس 22 رَجب 1446هـ 23 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
عودة الروائح وارتفاع تراكيز الملوثات في سماء بغداد.. ما أسبابها وما هي المعالجات لمنع تكرارها؟
بغداد - خاص كلمة
2024 / 11 / 01
0

من جديد عاد الحديث عن الروائح التي تنتشر في سماء بغداد، فسكان العاصمة خلال الايام الماضية، بدأوا يستنشقون ويشمون رائحة كبريت في الهواء، وهو ما أثار الخشية والرعب لديهم من التأثيرات الجانبية لهذه الرائحة التي قد تؤثر على صحة سكان العاصمة، لا سيما مع وجود تقارير تشير الى أن العراق يعاني بالأصل من التلوث الغازي بصورة عامة. 

أسباب عديدة وراء رائحة الكبريت في أجواء العاصمة بغداد، وهو الأمر الذي دفع برئاسة الوزراء الى الدعوة بتشكيل لجنة لمعرفة مصادر تلك الروائح والدخان الذي يغطي سماء بغداد، في محاولة للسعي في تحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون، غير ان تلك اللجنة وعلى ما يبدو انها لم تصل الى الكشف عن تلك مصادر والوقوف مسببات تلك الروائح الكريهة في سماء بغداد. 

وفي هذا السياق يقول الخبير البيئي عادل المختار في حديث لـ"كلمة" أن "التلوث هو نوعين بالغبار والاتربة ونحن بحدود مئتين يوم من السنة عواصف ترابية وهذا يحدث تلوث، والشيء الاخر هو التلوث الغازي بصورة عامة العراق بلد ملوث غازيا، وهو ثاني دولة في العالم بعد روسيا بحرق الغاز المصاحب"، مضيفاً  "وجود حرق النفايات في كل مكان، واستخدام النفط الاسود في الكثير من الاماكن وهذا ايضا ينتج غازات، وهناك الكثير من المناطق في العراق لحرق النفايات وهذه عوامل تسبب زياد التلوث، ولذلك هو اصبح من الدول المتقدمة في ازدياد نسبة التلوث". 

ويضيف، "رئيس الوزراء شكل لجنة سريعة خلال يومين تقدم جواب عن معرفة اسباب التلوث بالكبريت"، منوها انه "من الذين يشكون بانه غاز الكبريت، فغاز الكبريت رائحته رائحة البيض الفاسد، وهذا معناه ان الناس تشم ثاني اوكسيد الكاربون". 

واشار المختار الى أن "اللجنة من المفروض خلال يومين تقدم تقرير لكن مع الاسف، لم تستطع ان تشخص اسباب ظهور هذه الغازات في اوقات محددة من وقت الغروب الى صباح اليوم التالي وفي مناطق معينة وبالدورة تحديدا، وهذا نقطة ضعف مؤكدة"، لكنه يستدرك ويقول متهكما "هي أخرجت توصيات ان على المواطنين ان يلزموا منازلهم عند شم الرائحة، وهو بالحقيقة خيبة أمل كان المفروض من اللجنة ان تقول أن حرق النفايات في هذه المناطق (الدورة) ممنوع، وان يكون حرقها عشرين كيلوا متر حتى تخفف نسبة الانبعاثات لراحة المواطن لان المواطن متخوف من هذه الروائح ". 

ولفت الى ان "استخدام النفط الاسود كوقود في تشغيل بعض محطات الطاقة الكهربائية المفروض ان يمنع ويسمح بدله استخدام الغاز المسال وهو متوفر ايضا". 

وبين الخبير البيئي أن "محطة الدورة الحرارية وجنوب بغداد الحرارية ومصفى الدورة هي ايضا مسببات لتلوث الهواء في بغداد، ومن الممكن تطوير المصافي والمحطات لتقليل التلوث والانبعاثات الكاربونية، اذا هناك حلول كثيرة للحد من التلوث، ومن يوم بدأت هذه الروائح لم نرى اي اجراء سوى معامل الطابوق تم منحهم مهلة 18 شهر لتغيير السستم وهي مدة طويلة". 

ويختم المختار حديثه، أنه "للحد من التلوث البيئي لا بد من منع حرق النفايات ومنع استخدام النفط الاسود، وهذه كلها عوامل طبيعة اجراءاتها ممكنة، لكن لا نرى هناك اجراء سريع لذلك تبقى الازمة في العراق ورئينا ان الحالة تكررت ولم نلحظ اي تحرك، الاسباب التي ساعدت في ظهور غاز الكبريت في منطقة الدورة لم تشخص، ومن اين تأتي لم تشخص ولذلك يبق الوضع على ما هو عليه". 

في المقابل بينت امانة بغداد موقفها من رائحة الكبريت والادخنة في سماء بغداد، اذ يقول المتحدث الرسمي باسم الامانة عدي كاظم في حديث لـ"كلمة" أن "هناك توجيهات من أمين بغداد والسادة الوكلاء لجميع دوائر البلدية، بجمع النفايات في محطات تحويلية ومن ثم يتم نقلها الى مناطق خارج حدود مدينة بغداد، في منطقة النهروان والنباعي في اماكن فيها مواصفات بيئية ليتم طمرها بيئيا".

واضاف، "امانة بغداد ليس لديها اي موقع لحرق النفايات وفق التوجيهات، حيث تم التعاون والتنسيق مع عمليات بغداد والقوات الأمنية الماسكة للأرض لمنع اي شخص يقوم بحرق النفايات او رميها بشكل عشوائي". 

اما بالنسبة لمعامل الاسفلت فهي تقع خارج العاصمة بغداد وطمر النفايات تتم وفق معايير بيئية ووفق متطلبات وزارة البيئة، وامانة بغداد يهمها كثيرا الحفاظ على البيئة السليمة من خلال اجراءات تقوم بها الامانة للحفاظ على البيئة بسبب التغيرات المناخية ومكافحة التصحر ونقص المياه، وفق ما يقوله المتحدث الرسمي لأمانة بغداد.

وشدد، على أن "امانة بغداد تنفي وجود اي مواقع لحرق النفايات، فهي لديها مشاريع واعدة بالنسبة للنفايات فلديها مشروع مع هيئة الاستثمار الوطنية بتحويل النفايات كوقود للطاقة الكهربائية"، مشيرا الى ان "اسباب رائحة الكبريت هي وجود بعض المصافي في بغداد، وقد تكون بسبب وجود بعض المحطات الكهربائية".

من جهتها سارعت وزارة البيئة العراقية الى بيان رأيها من رائحة الكبريت المنتشرة في سماء بغداد، حيث اكدت الوزارة ان اداراتها العليا وفرقها الرقابية التابعة إلى مديرية بيئة بغداد ودائرة حماية وتحسين الوسط تعمل ميدانيا على مدار الساعة على متابعة مصادر تلوث الهواء في بغداد. 

وقال الوكيل الفني لوزارة البيئة جاسم الفلاحي في بيان، "رغم ان الحالة الطقسية تسهم في وضوح تلك الروائح الا ان هنالك مشكلة كبيرة في اصرار عدد من الأنشطة الصناعية وغيرها بعدم الامتثال لقرارات الغلق واعتماد وسائل حرق مخالفة لأبسط المحددات البيئة".

ويضيف أن "تقارير مديرية بيئة بغداد الموثقة استعرضت أبرز أسباب تفاقم التلوث يعود إلى استمرار الحرق السلبي في معامل الطابوق وكور الصهر غير القانونية والأسفلت في النهروان وبعض مناطق بغداد اضافة إلى حرق النفايات المستمر في معسكر الرشيد والنهروان وبعض مواقع جمع النفايات رغم وجود مراكز بلدية وبلديات تابعة إلى امانة بغداد والجهات الامنية الماسكة للأرض تتولى تلك المسؤولية".  

وخلص الفلاحي بالقول،  ان "التقرير الشهري الذي ستعرضه الوزارة على مجلس الوزراء الموقر سيتضمن اسماء وعناوين الأنشطة المستمرة بالمخالفات والجهات القطاعية المعنية بإيقاف تلك الأنشطة".



التعليقات