حذّرت وكالات استخبارات وخبراء في الأمن القومي من أن الذكاء الاصطناعي مرشح لأن يتحول إلى أداة خطيرة بيد الجماعات الإرهابية، تُستخدم في تجنيد عناصر جديدة، وإنتاج محتوى مزيف عالي الإقناع، فضلاً عن تطوير الهجمات السيبرانية.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مختصين في الأمن القومي أن تنظيم داعش الإرهابي، الذي سبق أن استثمر مبكراً وسائل التواصل الاجتماعي في الدعاية والتجنيد، بات اليوم يختبر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن أنشطته، في خطوة لا تثير الاستغراب بالنظر إلى سهولة استخدام هذه الأدوات وقدرتها على الوصول الواسع.
وأشار التقرير إلى أن دعوات صريحة ظهرت مؤخراً على مواقع موالية للتنظيم، حثّت أنصاره على توظيف الذكاء الاصطناعي في عملياتهم، معتبرةً أنه يوفر إمكانات كبيرة حتى لمن يفتقر إلى الخبرة التقنية أو الموارد المالية.
ويرى خبراء أن الجماعات المتطرفة، أو حتى الأفراد ذوي النوايا السيئة، يمكنهم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج دعاية وصور ومقاطع فيديو مزيفة على نطاق واسع، وربطها بخوارزميات منصات التواصل الاجتماعي بهدف استقطاب مؤيدين جدد، وبث الخوف، وإرباك الخصوم.
وقال الباحث السابق في وكالة الأمن القومي والرئيس التنفيذي لشركة متخصصة بالأمن السيبراني، جون لاليبيرت، إن الذكاء الاصطناعي يجعل تنفيذ العمليات أسهل بكثير، حتى بالنسبة لمجموعات صغيرة ذات إمكانات محدودة، ما يضاعف حجم التهديد.
وبحسب التقرير، فقد لوحظ انتشار مواد دعائية أُنتجت باستخدام الذكاء الاصطناعي عقب هجوم تبناه تنظيم داعش في روسيا العام الماضي، في محاولة واضحة لاستغلال الأحداث الدامية لتوسيع دائرة التجنيد.
من جانبه، أكد العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ماركوس فاولر أن الجماعات المتطرفة لا تزال متأخرة تقنياً مقارنة بدول مثل الصين وروسيا وإيران، لكنها تسعى باستمرار إلى تبني أي أداة جديدة تعزز قدراتها، مشيراً إلى أن داعش اعتاد استغلال التقنيات الحديثة منذ وقت مبكر.
ويحذر الخبراء أيضاً من استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية المتقدمة، مثل التصيد الاحتيالي عبر الصوت والصورة المزيفين، أو كتابة برمجيات خبيثة وأتمتة الاختراقات، فضلاً عن مخاوف أخطر تتعلق بإمكانية توظيفه في تطوير أسلحة بيولوجية أو كيميائية.
وأدرجت وزارة الأمن الداخلي الأميركية هذه المخاطر ضمن أحدث تقييماتها للتهديدات، ما دفع مشرعين في الكونغرس إلى التحرك، عبر مقترحات تشريعية تهدف إلى مراقبة استخدام الذكاء الاصطناعي وتبادل المعلومات حول إساءة استغلاله من قبل الجماعات المتطرفة.
كما كشف أعضاء في الكونغرس خلال جلسات استماع حديثة أن تنظيمَي داعش والقاعدة عقدا ورش تدريبية لأتباعهما لتعليمهم كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، في مؤشر على تصاعد هذا التهديد خلال المرحلة المقبلة.
المحرر: حسين هادي