نفى مركز أسبر للدراسات، الأحد، صحة الأخبار المتداولة حول وجود تقرير أوروبي يكشف عن عزم الولايات المتحدة عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات العراقية المقبلة، مؤكداً أن التقرير الحقيقي لم يتضمن أي إشارة إلى قرار أمريكي بهذا الشأن.
وذكر المركز في بيان تلقاه كلمة الإخباري أن “صفحات إخبارية وحسابات تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل إعلام عراقية، خبراً مفاده أن تقريراً أوروبياً كشف أن الولايات المتحدة لن تعترف بنتائج الانتخابات العراقية المقبلة، وسترفض التعاون مع أي حكومة تضم فصائل داخل مؤسسات الدولة”.
وأوضح المركز أن فريقه تحقق من مصدر الخبر، وتبيّن أن “الادعاء مضلِّل”، مشيراً إلى أن المصدر الأصلي هو تحليل صادر عن المعهد الأوروبي للدراسات حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعنوان: “The Popular Mobilization Forces and the 2025 Elections: Hybridity, Legitimacy, and Internal and External Pressures”، ونُشر بتاريخ 14 أكتوبر 2025.
وأضاف أنه “بعد مراجعة النص الكامل للتحليل، تبيّن أن التقرير لم يذكر أن الولايات المتحدة قررت عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات العراقية، كما لم يتحدث عن موقف رسمي أمريكي بهذا المعنى”، موضحاً أن النص أشار فقط إلى أن الضغوط الأمريكية المتزايدة “قد تمتدّ إلى” خيار عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، وهو تعبير يُستخدم في سياق التحليل الاحتمالي وليس الإعلان عن قرار رسمي.
وبيّن مركز أسبر أن “المقال يندرج ضمن دراسة أكاديمية تحليلية حول توازنات القوى بين الدولة والفصائل المسلحة في العراق، ولا يحمل صفة تقرير سياسي أو استخباراتي رسمي”، مضيفاً أن التقرير ركّز بشكل خاص على موقع “الحشد الشعبي” داخل مؤسسات الدولة العراقية، وما يثيره هذا الموقع من إشكالات قانونية وسياسية.
وأشار المركز إلى أن التقرير استند إلى جملة من القوانين العراقية من بينها قانون هيئة الحشد الشعبي وتعديلاته المقترحة، إضافة إلى قانون الأحزاب السياسية والدستور العراقي، كما اعتمد على شهادات باحثين ومتابعين للشأن العراقي وتحليلات مؤسسات بحثية أميركية وأوروبية.
وأكد أسبر أن “التقرير لم يورد أي إشارة إلى نية الولايات المتحدة عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات العراقية، بل اكتفى بتوصيف الموقف الأميركي بأنه قلق متزايد من توسّع نفوذ الفصائل داخل مؤسسات الدولة”، مشدداً على أن “المعهد الأوروبي لم يقل إن الولايات المتحدة لن تعترف بنتائج الانتخابات العراقية، بل طرح احتمالاً تحليلياً ضمن سياق أكاديمي دون أي تأكيد رسمي من واشنطن بهذا الشأن”.
المحرر: حسين صباح