الاثنين 28 ربيع الأول 1447هـ 22 سبتمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
اعترافات دولية متتالية بفلسطين.. بريطانيا وأستراليا وكندا تغير قواعد اللعبة
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 09 / 22
0

شهد المشهد السياسي الدولي تحولاً مع إعلان بريطانيا وأستراليا وكندا اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة تحمل دلالات تتجاوز الموقف الدبلوماسي التقليدي وتضع إسرائيل أمام عزلة متزايدة.

وشدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كلمته المسجلة على أن "الأمل في حل الدولتين يتلاشى، وأن من الضروري عدم السماح بانطفاء هذا الضوء الأخير"، فيما منح موقف لندن بعداً تاريخياً ومعنوياً كون المملكة المتحدة ترتبط بتاريخ مركزي في القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور وما تلاه من انتداب.

وامتدت الموجة إلى أستراليا التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين في سياق دعمها لحل الدولتين، مع التأكيد على رفضها لأي دور لحركة حماس في مستقبل الدولة الفلسطينية.

أما كندا، فذهبت أبعد من ذلك، حيث اتهم رئيس وزرائها الحكومة الإسرائيلية بمنع قيام الدولة الفلسطينية، مؤكداً أن "الاعتراف هو خطوة نحو بناء مستقبل سلمي للدولتين".

يأتي هذا التطور في وقت تستعد نيويورك لاحتضان مؤتمر حول حل الدولتين برعاية فرنسية-سعودية، بالتزامن مع تحركات أميركية يقودها الرئيس دونالد ترامب لعقد قمة عربية-إسلامية-أميركية.

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالخطوة البريطانية، معتبراً إياها "بداية لتحقيق سلام عادل ودائم"، ومؤكداً التزامه بالإصلاحات التي تعهد بها خلال زيارته إلى لندن.

في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي رافضاً بشدة، حيث تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب مباشر بأنه "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، معلناً استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

من جانبه، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى "فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وسحق السلطة الفلسطينية بالكامل".

وقدمت عضو مجلس العموم السابقة عن حزب المحافظين، شارلوت ليزلي، تحليلاً عبر برنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، معتبرة أن الاعتراف الغربي بفلسطين هو "نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية الأخيرة"، مشيرة إلى أن "ما يقوم به نتنياهو ووزراؤه دفع العالم إلى القول إن الوضع غير مقبول".

وأكدت ليزلي أن هذه الخطوة "تشكل نقطة بداية فعلية، ومؤشراً على أن قواعد اللعبة تغيرت بشكل لم يكن متخيلاً قبل 5 سنوات"، متسائلة عن "كيفية بلورة هذه الاعترافات على أرض الواقع".

ولفتت إلى أن الضغوط الشعبية في بريطانيا تتزايد على الحكومة لاتخاذ "خطوات عملية مثل فرض عقوبات على منتجات المستوطنات، على غرار العقوبات المفروضة على روسيا بسبب ضمها أراضي أوكرانية".

وفيما يخص موقف الرئيس الأمريكي، رأت ليزلي أن مواقف ترامب "تبقى غير قابلة للتنبؤ"، مشيرة إلى أن براغماتيته قد تدفعه إلى "التعامل مع الموجة باعتبارها فرصة، لا سيما مع طموحه لنيل جائزة نوبل للسلام".

وتضع موجة الاعترافات الغربية بالدولة الفلسطينية إسرائيل أمام عزلة متزايدة، وإدارة ترامب أمام معضلة الانحياز الكامل لنتنياهو في مواجهة تيار دولي متصاعد، أو محاولة استثمار اللحظة لإعادة تقديم نفسه كوسيط سلام عالمي.

المحرر: علي نعيم



التعليقات