أكدت الوكالة الفرنسية للأغذية والصحة البيئية والمهنية (Anses) في تقريرين حديثين أن الأنظمة الغذائية النباتية تحمل فوائد صحية كبيرة، لكنها قد تترافق أيضاً مع بعض المخاطر التي تتطلب وعياً وتخطيطا غذائيا دقيقاً. وجاءت هذه النتائج بعد مراجعة استمرت خمس سنوات للدراسات العلمية والتوصيات الغذائية المتعلقة بالحميات النباتية.
أشارت الأدلة العلمية إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى تقليل احتمالية حدوث اضطرابات الإباضة ومشاكل في العين والجهاز الهضمي.
في المقابل، حذر التقرير من أن الأنظمة النباتية قد تزيد من خطر نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية، مثل الحديد واليود وفيتامينات "B12" و"D" والكالسيوم، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل هشاشة العظام وزيادة احتمالية الكسور. كما أشارت بعض الدراسات إلى احتمال ارتفاع خطر تشوهات مجرى البول لدى الأجنة لدى النساء النباتيات، رغم أن الأدلة لا تزال غير كافية لتأكيد ذلك بشكل قاطع.
أوصت الوكالة الفرنسية بضرورة تنويع الأطعمة النباتية لضمان الحصول على العناصر الغذائية الضرورية، مثل:
- البقوليات (كالعدس والفاصوليا).
- المكسرات والبذور
- الخضروات والفواكه
- بدائل الألبان المدعمة (كالحليب النباتي الغني بالكالسيوم وفيتامين "B12").
- خميرة البيرة كمصدر لفيتامينات "B".
كما نبهت إلى أهمية مراقبة مستويات "أوميغا 3" و"الزنك" خاصة لدى الرجال، مع التأكيد على أن التخطيط الجيد هو مفتاح النظام النباتي الصحي.
رغم تزايد الاهتمام بالأنظمة النباتية عالميًا، إلا أن البيانات تشير إلى أن نسبة النباتيين في فرنسا لا تتجاوز "2.2%"، بينما يحاول "8%" تقليل استهلاكهم للحوم، وفقًا لاستطلاع أجراه الاتحاد الدولي للنباتيين عام 2021. ويعزى هذا التحول جزئيًا إلى الاهتمام برفاهية الحيوان وتقليل الأثر البيئي لصناعة اللحوم، كما أكدت دراسة نشرتها مجلة "Nature" عام 2023.
أكدت بيرين نداود نائبة رئيس وحدة تقييم المخاطر الغذائية في الوكالة، أن "الأنظمة النباتية ممكنة وصحية إذا تم اتباعها بعناية"، مشددة على ضرورة استشارة المختصين لضمان تلبية الاحتياجات الغذائية دون تعريض الصحة للخطر.
وبهذا، يظل النظام النباتي خياراً ذا فوائد كبيرة، لكن نجاحه يعتمد على الوعي الغذائي والتخطيط السليم لتجنب النواقص المحتملة.
المحرر: عمار الكاتب