السبت 14 رَمضان 1446هـ 15 مارس 2025
موقع كلمة الإخباري
الصين تطور نظام ذكاء اصطناعي مستقل يعمل دون تدخل بشري
متابعة - كلمة الإخباري
2025 / 03 / 10
0

طوّر فريق من مهندسي البرمجيات الصينيين نظاماً ثورياً للذكاء الاصطناعي أطلقوا عليه اسم "مانوس" (Manus)، يتميز بقدرته على العمل بشكل مستقل تماماً وتنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.

ويتفوق "مانوس" على أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية مثل ChatGPT وGemini وGrok بقدرته الفريدة على اتخاذ القرارات بشكل استباقي، فبدلاً من انتظار المدخلات البشرية، يمكنه المبادرة بتنفيذ المهام وتحليل البيانات واستخلاص النتائج تلقائياً.

ويعمل النظام الجديد كمدير تنفيذي يشرف على مجموعة من الأنظمة الفرعية المتخصصة، مما يتيح له التعامل مع عمليات متعددة الخطوات بسلاسة. فعلى سبيل المثال، يمكنه البحث عن شقة مناسبة من خلال تحليل عوامل متعددة مثل معدلات الجريمة والظروف المناخية واتجاهات السوق العقارية، ثم تقديم توصيات مخصصة للمستخدم دون الحاجة لتوجيهات مستمرة.

ومن السمات المميزة لنظام "مانوس" أنه يعمل بشكل غير متزامن، حيث ينفذ المهام في الخلفية ويقوم بإخطار المستخدمين فقط عند توفر النتائج، مما يوفر الوقت ويزيد من الكفاءة.

ويظهر التطبيق العملي لهذه التقنية في مجالات متعددة، أبرزها التوظيف، حيث يمكن للنظام تحليل السير الذاتية للمتقدمين ومقارنتها باتجاهات سوق العمل واقتراح أفضل المرشحين بناءً على تحليل معمق للبيانات. كما يبرز دوره في مجال تطوير البرمجيات، من خلال قدرته على بناء مواقع ويب متكاملة واستخراج المعلومات من منصات التواصل الاجتماعي وحل المشكلات التقنية بشكل ذاتي.

ويمثل إطلاق "مانوس" تحدياً للمفهوم السائد بأن الولايات المتحدة هي الرائدة المطلقة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يشير إلى أن الصين تجاوزت مرحلة اللحاق بالركب وانتقلت إلى الابتكار الفعلي في تطوير أنظمة متقدمة ومستقلة.

ورغم الإمكانات الهائلة التي يوفرها هذا النظام، إلا أنه يثير مخاوف جدية حول مستقبل العمالة البشرية، حيث لا يقتصر دوره على تحسين الكفاءة فقط، بل قد يحل محل الموظفين في العديد من المجالات. كما تبرز تساؤلات قانونية وأخلاقية مهمة حول المسؤولية في حال ارتكاب النظام لأخطاء مكلفة، خاصة مع عدم جاهزية الأطر التنظيمية الحالية للتعامل مع أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة بالكامل.

المحرر: حسين صباح



التعليقات