الخميس 12 رَمضان 1446هـ 13 مارس 2025
موقع كلمة الإخباري
"الخسفة".. شاهدةٌ على جرائم داعش بحق الآلاف من الموصليين
بغداد ـ كلمة الإخباري | سراج علي
2025 / 02 / 12
0

خلال سيطرة عصابات داعش الإرهابية على محافظة نينوى عام 2014، أقدم عناصرها على تحويل حفرة طبيعية إلى مقبرة جماعية، وأُلقيت فيها جثث الآلاف من أهالي المدينة.

"الخسفة" أصبحت المثوى الأخير لعدد كبير من ضحايا التنظيم الإرهابي، الذي أقدم على قتل المواطنين المختلفين معه عقائدياً؛ في جريمة لا تزال تأن منها العوائل الموصلية.

ويستعيد الأهالي في شهر شباط/ فبراير من كل عام ذكرى هذه الجريمة التي حصلت عام (2015) بحقّ أبنائهم.

وبحسب معلومات وتفصيلات خاصة تابعها كلمة الإخباري، فقد وصلت بتاريخ (7 آب/ أغسطس 2015) أنباء تفيد بأن تنظيم داعش الإرهابي علّق قوائم بأسماء المعتقلين لديه على جدران مستشفى الجمهوري العام في الجانب الأيمن من الموصل، وتبيّن فيما بعد أن أسماء هؤلاء هم ضحايا قتلهم التنظيم ودفنهم في حفرة "الخسفة".

والخسفة هي حفرة عميقة تقع في منطقة الصحراء جنوب الموصل، وتحديداً بالقرب من قرية العذبة على بعد 20 كم جنوب المدينة، واستخدمتها العصابات كمكان لإلقاء الجثث الهامدة لأولئك الذين أعدموا بشكل جماعي على يد التنظيم.

ويقول موسى حسين محمد، أحد عناصر قوات الحشد العشائري: إن "الخسفة هي حفرة مظلمة مخيفة، عندما ترمي حجراً في الحفرة لا يمكنك سماع صوت اصطدامه".

وتابع، "عندما اقتربنا من الحفرة، استطعنا أن نشمَّ رائحة الجثث المتفسّخة".

وأضاف أن "مسلحي داعش ملأوا الحفرة وفخخوها بالمتفجرات، مما جعل عملية الحفر معقدة بشكل خاص بالنسبة للسلطات المحلية والاتحادية".

ووفقاً للباحث عبد الجبار الجبوري "جرى إلقاء جثث أكثر من (2070 شخصاً) في هذه الحفرة من قبل داعش" وهو ما يعدّ "جريمة ضد الإنسانية"، رغم أن الإحصائيات الحكومية تقدّر عدد الجثث بأكثر من (4 آلاف) جثة.

وأشار الجبوري إلى أن أغلب ضحايا الخسفة من المعتقد أنهم "من رجال الأمن والقضاة والإعلاميين ومرشحي الانتخابات وشيوخ العشائر الذين أعدمهم التنظيم وأعلن عن مقتلهم في 7 آب/ أغسطس 2015".

بحسب الباحثين المختصين بمجال علم الأرض، يبلغ عمق حفرة الخسفة نحو (184 متراً) وعرضها (50 متراً)؛ مما حوّلها إلى مقبرة هائلة تغص بجثث الأبرياء من الأهالي.

وفي تطوّرات جديدة، حول جهود استخراج جثث الضحايا، أكد محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، أمس الثلاثاء، على ضرورة فتح المقابر الجماعية لضحايا داعش الإرهابي في الموصل، وأبرزها حفرة الخسفة.

وقال الدخيل في تصريح تابعه كلمة الإخباري: إن "ملف المقابر الجماعية يجب أن يأخذ حجمه، وأن تنصب الجهود باتجاه فتح المقابر الجماعية في نينوى، وأبرزها ما تعرف بحفرة الخسفة".

وأضاف الدخيل، أن "مقبرة الخسفة شاهد ودليل على بطش عصابات داعش ومن قبله تنظيم القاعدة وجرائمه بحق أهالي الموصل ونينوى".

وأكد الدخيل على "ضرورة تكثيف الجهود الحكومية المحلية والمركزية وكذلك الدعم الدولي عبر المنظمات الدولية من أجل فتح تلك المقابر".

كما لفت إلى أن "المقبرة الجماعية المعروفة باسم الخسفة، الواقعة جنوب الموصل، تضم آلاف الضحايا من أبناء نينوى حيث تشير التقديرات إلى وجود (4 آلاف) ضحية أو ربما أكثر من هذا الرقم".





التعليقات