الأربعاء 21 رَجب 1446هـ 22 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
معاوية والسفّاح يدعمانِ الفصائل المسلحة في سوريا
سراج علي
بمجرّد أن ترى مسلّحين تابعين لهيئة تحرير الشام التي تخوض مواجهات عسكرية ضد الجيش السوري، وهما يسحقان علمَ بلدهما، ستعلمُ حينها أنّ هؤلاء لا يمثّلون سوريا وإن ادّعوا المعارضة للنظام الحاكم.
2024 / 11 / 30
0

بمجرّد أن ترى مسلّحين تابعين لهيئة تحرير الشام التي تخوض مواجهات عسكرية ضد الجيش السوري، وهما يسحقان علمَ بلدهما، ستعلمُ حينها أنّ هؤلاء لا يمثّلون سوريا وإن ادّعوا المعارضة للنظام الحاكم.

هكذا تتحدّث صور المسلحين التي تنتشر في وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، وجعلنا منها مادةً لتحليلها والوقوف على رمزيتها.

حيث رصدنا صورةً لمسلحين اثنين وهما يستقلّان (دراجةً نارية)، ويسحقان بعجلتيها العلم السوري الرسمي، وصورة للرئيس بشّار الأسد.

وقبلَ أن يسحقَ المسلّحان صورة الأسد الذي يرون فيه عدوّاً وديكتاتوراً يجب تغييره وإبعاده عن السلطة، فإنّهم يسحقون في البداية "علم البلاد الرسمي".. هذا العلم الذي لا يمثّل النظام لوحده؛ وإنّما جميعَ السوريين منذ أمدٍ بعيد.

تحيلُنا "سيميائية" هذه الصورة إلى أنّ "كل ما يجري الآن من محاولة الفصائل المسلّحة السيطرة على عدد من المناطق السورية، يجري بدعمٍ خارجيٍّ.. وليس معارضةً فعلية وإحداث تغيير من الداخل".

كما أنّ المعارضة السورية وفصائلها المسلّحة المدعومة من تركيا وأمريكا وإسرائيل وفرنسا، اعتمدت علماً يحمل من الدلالات العجيبة والتي يربط المراقبون بينها وبينما ستكون عليه سوريا بعد حصول المعارضة على السيطرة الكاملة في البلاد.

وبمراجعة سريعة لعلم المعارضة والفصائل المسلّحة، فإنّه يتكون من اللون الأخضر الذي يرمز لـ (الخلافة الراشدة)، والأبيض الذي يرمز لـ (الدولة الأموية) التي أسسها معاوية بن أبي سفيان، والأسود الذي يرمز لـ (الدولة العباسية) التي أسسها أبو العباس السفّاح، وغالبية هؤلاء أسسوا سلطانهم على سفك دماء الأبرياء.

كما تتوسط اللون الأبيض ثلاث نجمات حمراء تشيرُ إلى "دمشق وحلب ودير الزور"، والأخيرتان هما معقل العناصر المسلّحة التابعة لهيئة تحرير الشام، ومنهما تريد الانطلاق للسيطرة على دمشق وإسقاط النظام الحاكم.

إنّ رمزية مثل هذه لا يمكن أن يغفل عنها أي متابع للأحداث الجارية، وكذلك للحرب التي شنتها الجماعات الإرهابية في وقت سابق داخل سوريا مثل داعش والقاعدة.

كما أن تبنّي هذه الحركات والجهات الداعمة لها التي تدّعي معارضة النظام لأيدولوجيات معروفة تاريخياً بإرهابها وسفكها للدماء وسلبها للسلطة من أصحابها الشرعيين، تفضحُ أهدافها المستقبلية، وتؤشّر كيف ستصبح سوريا تحت سلطتها.

التعليقات