عامٌ مرَّ على الهدنة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل بوساطة (قطرية ـ مصرية) والتي بدأت في (24 تشرين الثاني 2023) ومدّتها (7 أيام)، وتم خلالها الإفراج عن بعض الأسرى لدى الحركة مقابل الإفراج عن عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
ولكن رغم ذلك، وفي الساعات الأولى من وقف إطلاق النار، أفادت وزارة الصحة بغزة أنّ "جيش الاحتلال فتح النار على الفلسطينيين العائدين إلى مدينة غزة، فقتل اثنين منهم".
تعيد هذه الحادثة إلى الأذهان بحسب مراقبين ومحللين سياسيين، التفكير في جدّية إسرائيل على تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، ورفع الحصار عن قطاع غزّة الذي حلّ الخراب في كل جزء منه، بعد أن خلفت الحرب الإسرائيلية عشرات الآلاف من القتلى والمصابين.
وأفادت صحيفة (واشنطن بوست)، قبل قليل، عن مصدر مطلع قوله: إن "مسؤولين إسرائيليين قد يحاولون التوصل لصفقة محدودة لإحداث زخم قد يؤدي إلى اتفاق أوسع لإطلاق الرهائن".
وفي هذه الأثناء، يبذل وسطاء من تركيا وقطر ومصر جهوداً لوقف إطلاق النار على غزّة، فيما أكدت حركة حماس، أنها "ملتزمة بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار".
وجاء تأكيد الحركة في بيان صدر لها، أمس الأربعاء، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
وقالت الحركة الفلسطينية في بيانها: "نعرب عن التزامنا بالتعاون مع أيّ جهود لوقف إطلاق النار في غزة، ومعنيون بوقف العدوان على شعبنا" ولكن ضمن محددات "هي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة".
واعتبرت حماس أن "قبول العدو بالاتفاق مع لبنان بدون تحقيق شروطه التي وضعها هو محطة مهمّة في تحطيم أوهام نتانياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوّة، وأوهامه بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها".
ولكن وفقاً للمشهد الجاري، فإنّ إسرائيل لن تقبل بشروط حماس التي أعلنتها في سبيل تحقيق الاتفاق على وقف إطلاق النار. أو تبقى تماطل وتستهدف قتل المزيد من الضحايا المدنيين، حتى لا تسجّل عليها خسارتان "الأولى مع حزب الله والثانية مع حماس" كما يقول المتابعون للمشهد.
ورغمَ رغبة حماس في إيقاف الحرب الدائرة على غزّة لأكثر من عام ولكن بــ "شرطها وشرطها"، تواصل إسرائيل اقتحام المدن الفلسطينية وإحداث أضرار مباشرة.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن "القوات الإسرائيلية اقتحمت مساء اليوم ضاحية شويكة شمالي طولكرم بالضفة الغربية".
كما أفادت المصادر "بسقوط مصابين في قصف جوي إسرائيلي على منزل في حي الزيتون بقطاع غزّة"، وأضافت بأن "جيش الاحتلال نسف مبانٍ سكنية في مخيم جبالي شمالي القطاع".
أما على مستوى الشارع الإسرائيلي ومدى تفاعله مع الحرب التي تشنها الحكومة في الوقت الحالي، نقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن والد أسير إسرائيلي قوله: إنّه "قلق للغاية من أن وزراء بحكومة نتنياهو يخططون لاستيطان غزة ونسيان المحتجزين هناك"؛ في إشارة إلى أطماع تل أبيب في توسعة نطاق احتلالها للأراضي الفلسطينية حتى لو كان على حساب حياة مواطنيها.