الخميس 22 رَجب 1446هـ 23 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
في ظل التحديات الكبيرة.. مواقف الخارجية العراقية في "100 عام"
بغداد ـ كلمة الإخباري
2024 / 11 / 24
0

مرّ على تأسيس وزارة الخارجية العراقية (100 عام) بالتمام، حيث تأسست في العام (1924)، وخاضت مسيرةً صعبة للغاية، ولكنّها حملت بذلك مسيرة دبلوماسية مهمة جداً، وشهدت تحولات كبرى طوال هذه السنين.

وبعد التغيير الذي شهده العراق عام (2003)، صاغت وزارة الخارجية منهجاً ثابتاً وواضحاً لعكس صورة العراق المشرقة، والعمل على خدمة مصالحه ومصالح شعبه، وكذلك أبرزت مواقف العراق على المستوى الإقليمي والعالمي.

ومن خلال النهج والقانون الخاص الذي وُضع لها، عملت وزارة الخارجية على تعزيز وتطوير العلاقات مع الدول العربية والدول المجاورة ودول العالم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

كما عملت على تنشيط دور العراق في المنظمات والمؤتمرات الدولية بما يخدم مصالح العراق ويعزز الامن والسلم الدوليين، فضلاً عن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والفني والعلمي وتشجيع الاستثمار مع الدول والمنظمات الدولية المتخصصة.

وكذلك يبرز دور الوزارة في الدفاع عن سياسة جمهورية العراق في المجالات المتنوعة، إلى جانب حماية مصالح العراق السياسية والاجتماعية ورعاياه في الخارج.

وفي مناسبة مئوية تأسيس الوزارة، أكّد رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، اليوم الأحد، أن العراق سعى لجعل سياسته الخارجية بعيدةً عن الاصطفافات التي تضرّ بوحدة العراق وسيادته.

وقال المشهداني في كلمته باحتفالية الذكرى المئوية لوزارة الخارجية، وتابعها (كلمة) الإخباري: إنّ "الدبلوماسية العراقية ليست انعكاسًا للمواقف فحسب، بل هي أداة للتأثير وصناعة القرار الدولي".

وتابع، أنّ "الدبلوماسية العراقية لابد أن تستند إلى رؤية استراتيجية واضحة، تراعي مصالح البلاد الوطنية وتنسجم مع التحولات الإقليمية والدولية".

وأوضح المشهداني بأن "الوزارة كانت شاهدة على التحولات الكبرى التي مرّت بها بلادنا، ودافعت عن حقوق العراق ومصالحه في أصعب المراحل، بمنهج سياسي خارجي، مستند لاستراتيجيات السياسة الخارجية، ومتوافق مع منظومة العلاقات الدولية".

فيما أكد في ختام كلمته أن مجلس النواب "يسعى إلى أن تكون السياسة الخارجية العراقية منسجمةً مع توجهات العراق الداخلية، وأن تُدار بمنطق الاستقلالية والحياد الإيجابي، بعيدًا عن الاصطفافات التي قد تضرّ بوحدة العراق وسيادته".

من جهته قال وكيل وزير الخارجية لشؤون التخطيط السياسي، هشام العلوي في هذه المناسبة: إن "الدبلوماسية العراقية منذ تأسيس الوزارة عام (1924) لعبت دوراً مهماً في الحفاظ على السيادة الوطنية وتحقيق المصالح العليا للعراق".

وتابع أنه "في البدايات، تم ترسيم الحدود الجنوبية للعراق عبر معاهدة المحمّرة عام (1922)، وتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الدول العربية والأجنبية، فضلاً عن فتح قنصليات عراقية في الدول المجاورة، كما شهدت تلك الفترة إقامة علاقات دبلوماسية مع دول مثل إيران، تركيا، مصر، وبريطانيا".

ويلخّص العلوي المئة عام من إنجاز الدبلوماسية العراقية بالقول: إن "الخارجية العراقية تفتخر اليوم بعدد من الإنجازات البارزة التي تميزتها على مدار قرن كامل"، موضحاً أن "من أهم هذه الإنجازات كان دور العراق في دعم تأسيس جامعة الدول العربية، وانضمامه إلى الدول الموقعة على إعلان تأسيس منظمة الأمم المتحدة في عام 1945".

ولعلّ المواقف الأبرز لوزارة الخارجية العراقية التي رسمت الصورة الحقيقية للبلد، كانت في السنوات التي تلت عام (2003)، أي بعد تغيير النظام الحاكم، وخروج العراق من العزلة الدولية التي فرضتها سياسات نظامه المباد.

ورأى العلوي أن "الوزارة استطاعت إخراج البلد من عزلته، واستعادة مكانته في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المهمة الأخرى، فضلاً عن بذل جهود دبلوماسية مكثفة لإلغاء العقوبات المفروضة على العراق، وتوسيع شبكة العلاقات الثنائية مع الدول الكبرى".

أما عن خطط الوزارة لتعزيز دور العراق، أشار العلوي إلى أنه "وفقاً لاستراتيجية وزارة الخارجية العراقية للأعوام 2023-2026 وبرنامجها الحكومي للفترة 2023-2025، تسعى الوزارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول المجاورة والعربية والدول الأخرى، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كما تهدف الوزارة إلى تنشيط دور العراق في المنظمات الإقليمية والدولية بهدف حفظ الأمن والسلم الدوليين".

وزاد: "في إطار هذه الجهود، تعمل الوزارة على تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة، وتشجيع الاستثمار في العراق، في ظل الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي تشهده البلاد".

ويؤكّد العلوي في الوقت ذاته، أن هنالك نجاحات دبلوماسية حققتها الوزارة على الساحتين الدولية والإقليمية، مبيناً أن "أحد المؤشرات البارزة على دور العراق المتزايد في الساحة الدولية هو انتخابه لرئاسة مجموعة الـ 77 في الأمم المتحدة، فضلاً عن استضافة العراق للقمة العربية في بغداد في دورتها الـ43 خلال العام المقبل، كما فاز العراق بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو (الدورة 2023-2027) وحصل على عضوية لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (2022-2028)"، موضحا أن "هذه النجاحات تعكس مكانة العراق في المجتمع الدولي، وتعزز من دوره القيادي في القضايا الإقليمية والدولية".

كما يبرز دور وزارة الخارجية من خلال تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الدول الكبرى والدول المجاورة، ويوضح العلوي بأن "الوزارة تتمتع بعلاقات استراتيجية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مثل الولايات المتحدة و الاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والصين وفرنسا، كما تحافظ على علاقات قوية ومتميزة مع الدول الكبرى والصناعية، إضافة إلى تعزيز علاقاتها مع دول الجوار العربي وغير العربي".




التعليقات