الخميس 22 رَجب 1446هـ 23 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
استبق المحادثات.. حزب الله يغرق تل أبيب بمئات الصواريخ ويكشف عن نسخة مدّخرة منذ "2006"
بغداد ـ كلمة الإخباري
2024 / 11 / 24
0

"12 بنداً" هو ما ضمّته مسودة الاتفاق الذي طرحته الولايات المتحدة الأمريكية ضمن المفاوضات الرامية لإيقاف الحرب على غزة ولبنان، ولكنّها بالنسبة لحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، عبارة عن "فوّهات نيران" ستظل مفتوحةً في حال القبول بها أو بالأحرى "الخضوع لها".

وفي ظلِّ إصرار واشنطن على تنفيذ هذه البنود، إلا أنّ وُصفت من قبل محللين ومراقبين بـ "الفخاخ التي تحاول إسرائيل إيقاع المقاومة الإسلامية فيها".

وقبل أن تتحقّق مثل هذه الشروط وليس البنود؛ كونها تخدم المصالح الإسرائيلية بالدرجة الأولى، استبقها حزب الله، اليوم الأحد، بتسديد مئات الصواريخ على تل أبيب ومناطق إسرائيلية أخرى.

وأمام كلّ بند أو شرط في المفاوضات وأبرزها (4 بنود) تحمل رائحة "المكر والخديعة" كما يرى حزب الله، وجّه الأخير صواريخه في تصعيد جديد، أربك كل الخطط المرسومة في الغرف المظلمة.

وتتمثّل هذه البنود الأبرز بالتالي:

1. تأكيد الطرفين على أهمية القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة (والذي يقضي ببقاء الجيش الإسرائيلي وليس الانسحاب الكامل).

2. ضمان حقّ الدفاع عن النفس وتنظيم الوضع العسكري في المنطقة (وهو ما يعطي إسرائيل تقدّماً تعجز عن تحقيقه عسكرياً).

3. يلتزم لبنان بنزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في الجنوب خلال (60 يوماً) من توقيع الاتفاق (وهو ما ترفضه الحكومة اللبنانية ذاتها جملةً وتفصيلاً قبل أن يعترض عليها حزب الله).

كما تتضمن المسودة خطوات محددة لسحب القوات الإسرائيلية مع استبدالها بالجيش اللبناني في الجنوب.

وحتى لو تم تحقيق مثل هذه المفاوضات، يبقى هناك أمر لا يستطيع حسمه مطلقاً، كما يقول محللون للمشهد الجاري، إذا قالوا: إنّ "إسرائيل ستنقلب في أية لحظة، مقارنة بمواقفها السابقة التي لم تعمل خلالها بأي بند أو اتفاقية من هذا القبيل".

واليوم الأحد، دوّت أصوات انفجارات عنيفة في تل أبيب الكبرى، بعد استهداف حزب الله لها بمئات الصواريخ وللمرة الثانية.

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "مئات الآلاف توجهوا إلى الملاجئ بعد تفعيل صفارات الإنذار وسط إسرائيل".

وقبل أسبوع، تحوّلت إحدى ليالي إسرائيل إلى "نهار"، بعد القصف الذي تعرضت له تل أبيب، حيثّ كثّف حزب الله اللبناني من رشقاته الصاروخية، التي كانت تحمل رسائل كثيرة.

أما رشقات هذا اليوم، فهي الأخرى حملت رسائل جديدة كان قد كشف عنها أمين حزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته الأخيرة، حينما حذّر إسرائيل بقصف "تل أبيب في مقابل بيروت".

وبحسب الخبير العسكري حسن جوني، فإنّ ضربات حزب الله "تحمل دلالات استراتيجية تشير إلى قدرته على تحقيق توازن الردع مع إسرائيل واستمرار حضوره في المشهد الميداني".

وأوضح جوني في تصريح للجزيرة تابعه (كلمة) الإخباري أن "الاستهدافات الصاروخية تعكس جاهزية القدرات العسكرية لحزب الله، وهو ما يمثل كذلك رداً غير مباشر على المزاعم الإسرائيلية المتكررة بتدمير البنية القتالية للحزب أو إضعافها إلى حد كبير"، مضيفاً أن "هذه العمليات تثبت استمرار قوة حزب الله الصاروخية واستعدادها للاستخدام عند اتخاذ القرار بذلك من قيادته".

كما كشفت الاستهدافات هذه بحسب جوني "خللاً كبيراً في قدرة إسرائيل على منعها أو اعتراضها حتى".

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة مبان في بيتاح تكفا، بالإضافة إلى إطلاق حزب الله أكثر من 100 صاروخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ منتصف الليل، كما أعلن الحزب عن هجوم بسرب مسيّرات على قاعدة أسدود البحرية، مؤكداً إصابة الأهداف بدقة.

وتبقى المفاجأة الأكبر بالنسبة لإسرائيل، كما نقلت وكالة (maariv) العبرية، عن مسؤولين أمنيين، مساء السبت، أن "حزب الله استخدم صاروخاً متطوراً مضاداً للدبابات، ويسمى "الماس".

يقولُ المسؤولون أن هذا الصاروخ "تم تطويره عن طريق الهندسة العكسية لصاروخ (سبايك)".

ويصل المدى التشغيلي لصاروخ (الماس) إلى (16 كيلومتراً)، وقد شكّل في الضربات الأخيرة "تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي".

وادّخر حزب الله بحسب معلومات حصل عليها (كلمة) الإخباري، صاروخ من نوع (سبايك) منذ عام (2006)، وجرى نسخه عبر الهندسة العسكرية ليصبح (الماس)، والذي جرى استخدامه بعد (18 عاماً) لقصف تل أبيب، وإحداث معادلة عكسية في التقدّم العسكري.

ووفقاً لآراء بعض الخبراء العسكريين فإنّ "مخاوف إسرائيل تنبع من وجود مفاجآت قريبة، أو أن حزب الله يدخّر قوةً لم يكشف عنها بعد.. وربما سيكشفُ عنها في الأيام القريبة".



التعليقات