في هذا اليوم (21 تشرين الثاني) من العام (2020)، شهدت محافظة النجف، إنشاء أوّل مقبرة جمعت جثامين ضحايا من طوائف وأديان مختلفة، فالشيعي والسني والمسيحي وغيرهم دُفنوا جنباً إلى جنب في تلك المقبرة التي أُطلق عليها (مقبرة وادي السلام الجديدة).
المقبرة هذهِ هي الأولى من نوعها في العراق وحتّى العالم، وقد خُصصت بأوامر من المرجع الديني السيد علي السيستاني دفن جثث المتوفين بجائحة كورونا (كوفيد 19)، حين اجتاح الوباء البلد والمنطقة بأسرها.
كان من الصعب حينها دفن المتوفين بالوباء في المقابر المعروفة سواء لدى المسلمين أو المسيحيين وغيرهم، وحتى تغسيل وتكفين هؤلاء المتوفين؛ خوفاً من التعرّض للإصابة المباشرة.
يروي الشيخ طاهر الخاقاني قائد فرقة الإمام علي القتالية في الحشد الشعبي أنّ "جثث المتوفين بكورونا كانت تظل خارج مشرحة المستشفى"، وهذا ما كان يحزنه كثيراً.
ويقول الخاقاني في تصريح لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية: إنّ "المرجع السيستاني وجه بدفن جثث ضحايا كورونا في مقبرة مستقلة على بعد (20 ميلاً) من مدينة النجف".
وتذكر الصحيفة ذاتها أن "فرقة الإمام علي القتالية تطوّعت لإدارة المقبرة. وتولت فرقها الطبية مهمة استقبال الجثث وتعقيم أكياس الجثث التي وصلوا فيها ثم غسل الجثث".
وتضيف بأن "وحدات أخرى تولّت المسؤولية عن أعمال الحفر والدفن. كما تولى البعض دور المرشدين لمساعدة أفراد الأسر عندما يأتون للبحث عن قبر قريبهم من بين الآلاف الممتدين عبر الصحراء، حيث يُسمح بالزيارات العائلية بعد 10 أيام من الدفن".
وتذكر الصحيفة أنه "على الرغم من أن المقبرة يديرها الشيعة، إلا أنها ترحب بالجميع، بغضّ النظر عن العقيدة أو المذهب والدفن مجاني".