أصل كلمة «الصابئة» من «الصبو»
بمعنى التمايل والمحبة وقد أخذت هذه الكلمة من اللغة العبرية و
السريانية.
أتباع هذه الديانة قليلون في الماضي والحاضر. وهناك اختلاف في منشئها فعلى بعض ما نقل في التاريخ، أن هذه الفرقة كانت موجودة قبل الديانة اليهودية والنصرانية، وقد كانوا من أتباع النبي إبراهيم (ع) أو كانوا يأخذون بعض تعاليمه لاستكمال دينهم. وقد أصيبت كغيرها من الفرق بالتعددية فانحلت إلى عدة فرق.
فقسم منهم ارتبطوا ارتباطاً وثيقاً بتعاليم النبي إبراهيم (ع) وهم المشهورون ب «الحنفاء» وفرقة أخرى اشتهرت باسم «الحرانيون» ومستوطنهم منطقة حران، في الشمال الغربي من الموصل.
وقد ابتلوا بنفس المصير الذي ابتلي به اليهود والنصارى فقد انحرفوا عن التوحيد الحقيقي والمعارف الإلهية واتجهوا إلى نجوم السماء لا لعبادتها بل للتوسل بها والتوسط بها الى الله تعالى.[1]
وبالطبع فقد اعتقد البعض بأنهم من اتباع دين النبي نوح (ع)[2] ويرى البعض بأن مستوطنهم خوزستان ولازالوا فيها.[3]
يعتقد الصابئة بأن أول كتاب مقدس سماوي نزل على النبي آدم (ع) وبعده على نوح (ع) ومن ثم على أولاده «سام» ثم على «رام» ثم على ابراهيم الخليل، ثم على موسى و أخيراً على يحيى بن زكريا (ع). أما الكتب المقدسة المهمة عندهم فهي:
«كيزاربا»: ويسمى أيضاً «سدرة» أو «صحف» آدم؛ و يتناول كيفية الخلقة وظهور الموجودات.
«ادرافشادهي» أو «سدرادهي» ويختص بحياة النبي يحيى (ع) وتعاليمه وارشاداته. ويعتقدون بأن هذا الكتاب قد نزل على النبي يحيى بواسطة جبرئيل (ع).
«قلستا»: ويختص هذا الكتاب بتعاليم الزواج والزوجة.
يوجد في الوقت الحاضر 5000 شخص من اتباع هذه الديانة يسكنون محافظة خوزستان في جنوب إيران جنب نهر الكارون وفي أهواز و خرمشهر و عبادان و شادكان، و تعوود تقاليدهم و طقوسهم الدينية الى النبي يحيى بن زكريا (ع) يسموه المسيحيون يحيى المعمد أو «يوحنا المعمد» (ع).[4] اعتبر القران الصابئة من أهل الكتاب في ذكره لهم.[5]
الهوامش:
[1] . المصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القران الكريم، ج6، ص174، مكتب الترجمة و نشر الكتاب "بنگاه ترجمه و نشر کتاب"، طهران، 1360ش.
[2] . الراغب الاصفهاني، حسين بن محمد، المفردات في غريب القران، تحقيق: الداوودي، صفوان عدنان ص 475، دارالقلم، الدار الشامية، دمشق، بيروت، الطبعة الاولى، 1412ق.
[3] . مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الامثل، ج1، ص256، دارالكتب الاسلامية، طهران، الطبعة الاولى، 1374ش.
[4] . نفس المصدر، ص257.
[5] . البقرة، 62؛ المائدة، 29؛ الحج، 17.