بغداد - كلمة
الإخباري
كشف الكاتب إيليا إمامي المقرب من وكيل المرجعية أحمد الصافي، الأربعاء، عن حديث سياسي دار مع الأخير على هامش درسه اليومي.
***
وقال إمامي في تدوينة له تابعها "كلمة الإخباري": "تشرفت اليوم
بزيارة مجلس درس السيد الصافي حفظه الله في النجف الأشرف. وفي فرصة
مختصرة من الحديث عن الوضع مع سماحته، سمعت منه كلمة حملت الكثير من
المعاني رغم إيجازها".
وأضاف: "قال لي حرفياً في معرض حديثه عن السياسيين: أغلب السياسيين لم يحسنوا إدارة الدولة.. ولكنهم أحسنوا إدارة ظهورهم للمرجعية العليا".
وتابع إمامي: "في السابق كان السياسيون يكلفون أنفسهم -على الأقل- بالتظاهر أنهم يستمعون للمرجعية ونصائحها في الاهتمام بأوضاع الناس ومعيشتها.. لكن الآن حتى هذا المقدار من التظاهر قد سقط".
ونقل عن الصافي قوله: "منذ سقوط الطاغية.. لمئات المرات كان السيد ينصح ولا أحد منهم يستمع.. ثم أغلق بابه ولم تتحرك مشاعر أحد.. ثم قال بحت أصواتنا ولم تنبض الغيرة في رأس أحد منهم.. ثم صارحهم وصارح الشعب محذراً بأن الأوضاع ستخرج من سيطرتهم وسيكون هناك مشهد آخر .. فلم يهتم أحد".
وفيما يلي النص الكامل لما كتبه إمامي:
* تشرفت اليوم بزيارة مجلس درس السيد الصافي حفظه الله في النجف الأشرف.
وفي فرصة مختصرة من الحديث عن الوضع مع سماحته، سمعت منه كلمة حملت الكثير من المعاني رغم إيجازها، حيث قال _ حرفياً _ في معرض حديثه عن السياسيين :
* ( أغلب السياسيين لم يحسنوا إدارة الدولة .. ولكنهم أحسنوا إدارة ظهورهم للمرجعية العليا )
كشفت لي هذه العبارة بؤس الأوضاع التي وصلنا إليها.
* في السابق كان السياسيون يكلفون أنفسهم _ على الأقل _ بالتظاهر أنهم يستمعون للمرجعية ونصائحها في الاهتمام بأوضاع الناس ومعيشتها.. لكن الآن حتى هذا المقدار من التظاهر قد سقط !!
منذ سقوط الطاغية .. لمئات المرات كان السيد ينصح ولا أحد منهم يستمع .. ثم أغلق بابه ولم تتحرك مشاعر أحد .. ثم قال بحت أصواتنا ولم تنبض الغيرة في رأس أحد منهم .. ثم صارحهم وصارح الشعب محذراً بأن الأوضاع ستخرج من سيطرتهم وسيكون هناك مشهد آخر .. فلم يهتم أحد !!
* ولماذا يهتم ؟! من أماتت عقله وقلبه بعض مواكب الحماية المسلحة .. وبعض التملق العشائري .. وبعض المال والإعلام .. ( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ) غافلين عن أن كل ذلك لا ينفع إذا وقعت الواقعة كما وقعت بصدام .. وأصبح كرة في أقدام الدول الكبرى.
* بل خلال كل هذه السنوات صنعت أحزابهم جيوشاً إعلامية من أموال الحرام .. كانت مهمتها الأساسية والوحيدة إشغال الجمهور بمهاجمة المرجعية .. عسى أن ينسى سوء إدارتهم !!
لقد أرادت لهم المرجعية العزة والكرامة .. وأرادتهم أن يكونوا قادة ملتصقين بشعبهم .. ليفتخر بهم في المستقبل .. ولكنهم أرادوا الدنية من دنياهم .. وتمكنت منهم عقدهم النفسية ونظرتهم الضيقة .. وقنعوا بهذا التكالب الذي سينتهي يوماً كما انتهى الطغاة من قبل.
وستذهب أدراج الرياح .. كل محاولاتهم لتنظيف أنفسهم بتلطيخ سمعة المرجعية .. لأن الحجة _ كما قال السيد الصافي _ قامت على كل عاقل بصير ..
والقوم .. ((لم يحسنوا إدارة الدولة .. ولكنهم أحسنوا إدارة ظهورهم للمرجعية الرشيدة ))
إيليا إمامي
الثالث من جمادى الأولى 1443 هـ