دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الجمعة برج مشتهى السكني والمكتبي في غرب مدينة غزة، ضمن تصعيد عسكري يسبق عملية واسعة النطاق صادق عليها المستويان السياسي والعسكري الإسرائيلي للسيطرة على المدينة.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية البرج بعدة صواريخ على مرحلتين، بعد إصدار أوامر للسكان والنازحين بإخلائه في غضون 30 دقيقة، ليتحول إلى ركام بالكامل. ويعد البرج من الأبراج الشاهقة في المدينة وأحد أهم معالمها.
وقال أحمد أبو وطفة (45 عاماً)، أحد سكان المنطقة القريبة من البرج، لوكالة الصحافة الفرنسية: "أنباء بدء إسرائيل قصف الأبراج والمباني السكنية مُرعبة. الجميع خائفون ولا يعرفون إلى أين يذهبون"، مضيفاً: "أطفالي مرعوبون، وأنا أيضاً. لا يوجد مكان آمن، كل ما نتمناه أن يأتي الموت سريعاً".
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف البرج بسبب وجود "بنى تحتية إرهابية" لحركة حماس في داخله، إضافة إلى كمائن ومسارات "هروب للمخربين" وكاميرات تصوير وأدوات استخباراتية.
ونفت إدارة البرج في بيان الادعاءات الإسرائيلية، مؤكدة خلوه من أي كاميرات أو تجهيزات أمنية، وأن جميع طوابقه مفتوحة ومكشوفة، ولا تحتوي على أسلحة خفيفة أو ثقيلة، وأنه يخضع لرقابة صارمة منذ استهدافه العام الماضي.
ويأتي تدمير البرج بعد ساعات من نشر "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو يظهر مختطفين إسرائيليين اثنين هما جاي جلبوع دلال وألون أوهيل، يتجولان في مركبة بين مبان مدمرة في مدينة غزة، حيث يؤكد أحدهما وجود ثمانية مختطفين في المدينة، مطالباً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم تنفيذ الهجوم العسكري المخطط له.
وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة "إكس" قبيل قصف البرج: "بدأنا بإزالة القفل عن بوابات جهنم في غزة"، في إشارة واضحة إلى بدء مرحلة جديدة من العمليات العسكرية.
وتشير التقديرات إلى نزوح نحو 80 ألف شخص من مدينة غزة باتجاه الجنوب من أصل 1.2 مليون ما زالوا يعيشون فيها، في ظل ظروف قاسية وعدم توفر أماكن كافية لاستيعاب النازحين الجدد في وسط القطاع وجنوبه.
وتواصل القوات الإسرائيلية توسيع عملياتها في الأحياء الجنوبية والشمالية للمدينة، استعداداً لبدء عملية "مركبات جدعون 2" التي جرى حشد أكثر من 60 ألف جندي احتياط للمشاركة فيها، ويتوقع مشاركة نحو 130 ألف جندي في العملية بين القوات الاحتياطية والنظامية.
وسجلت وزارة الصحة في غزة مقتل 69 فلسطينياً وإصابة 422 آخرين خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ما رفع الحصيلة الإجمالية للقتلى إلى 64300 وعدد المصابين إلى 162005 منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المحرر: حسين صباح